شهدت قبة البرلمان الموريتاني، مؤخرا مشاداة بين النواب، أثناء مناقشة التعديلات الدستورية، بعد أن طرح الوزير السابق والنائب البرلماني “كان مصطفى” أفكارا تتهم شريحة واحدة باحتكار المراتب العليا في قيادة الجيش؛ وكان قد سبقه النائب صار إبراهيما الذي طالب بتغيير اسم موريتانيا، لأنه يعكس وجود شريحة واحدة في هذا البلد.
مداخلتا النائبان صار وكان، رد عليهما النائب محفوظ ولد اجيد، الذي اتهمهما باذكاء النعرات وتزييف الحقائق، قبل أن تقاطعه النائب “سودة وان” التي تحدثت عن “عنصرية النواب” حسب تعبييرها، ورفضها للغة العربية التي قالت “إنها لن تفرض علينا”، إلى هنا تدخلت النائب فاطمة منت اعل محمود التي طالبت النواب بعدم المزايدة والنزول بخطابهم إلى مستوى يدعم المخططات الرامية إلى تقسيم البلد، وقالت يكفي أن تحاك المؤامرات ضد موريتانيا في الخفاء ولن نقبل أن يتم ذلك علنا وتحت قبة البرلمان، لأن موريتانيا فوق الجميع.
مداخلة النائب منت اعل محمود، تم توظيفها من قبل البعض، محاولين اتهامها بعدم تقبل الآخر وثقافته، مع العلم أن منت اعل محمود تتعايش وبشكل شبه يومي مع الطبقات الهشة من الزنوج في قراهم وبيوتهم العشبية، وكانت قد دونت على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، هذا الجانب من الانسجام والتعايش السلمي بين جميع مكونات الشعب الموريتاني قائلة:
(في منطقة نائية على تخوم مقاطعة كوبني حظيت بلحظة تتجلى فيها عظمة الوطن الجامع والإنسانية الطافحة وقيم الإسلام المشتركة، لحظة شعرت فيها بالدفء والأمان، وأنا في ضيافة السيدة “جينابا”.. شعور يؤكد أن ما يجمعنا هو كل شيء ولا يفرقنا أي شيء، رغم المتاجرة، والمزايدة بالوهم، نحن شعب واحد، قوته في وحدته وتنوعه).
وتعكس هذه التدوينة حقيقة قرب النائب من المواطنيين بشتى انتماءاتهم من دون أي تفرقة أو تمييز.